إصدار كتاب جديد: حول الآلهة والكون (ترجمة وشروحات)

يمكن تحميل الكتاب بالضغط على الصورة أعلاه أو بالضغط على هذا الرابط: حول الآلهة والكون PDF

هذه المخطوطة التي ستطلّع عليها عمرها 1650 عام تقريباً، وهي من الكتابات النادرة التي وصلتنا كاملة من دون تشويه أو إضافة من مدرسة الأسرار في الفلسفة الأفلاطونية القديمة.

“الآلهة والكون” هي مجرّد باب وليست أطروحة روحية-فكرية متكاملة؛ هي مقدّمة لفهم الأساسات الروحية للوثنية والحكمة القديمة، لكنّها تحمل بين كلماتها القليلة الكثير من المفاهيم المتقدّمة التي يحتاج الباحث الروحي إلى سنوات من الممارسة والتأمل لاستيعابها وتفكيكها.

هذا الكتاب هو رفيق جيد لمن يخوض رحلة بحث روحي حيث أنه قد يجيب عن بعض التساؤلات حول الكون والوجود، وهو أيضاً مصدر جيّد للمعلومات الأصليّة لمن يهتم بالفلسفات والأديان القديمة ولو لم يكن باحثاً روحياً.

في هذه المخطوطة، يحاول الكاتب أن يشرح بعض التساؤلات التي يمكن أن تتبادر إلى ذهن المريد بشكل يتكامل مع سعيه الروحي العمليّ بمساعدة معلّميه في مدرسة الأسرار، ويفترض بالتالي أن التلميذ هو بصدد الدراسة والتبحّر الروحي، لكن بما أنّ القارىء المعاصر لن يصادف هذا الكتاب خلال تدريب روحي من هذا النوع، قمنا بإضافة مقدّمة وشروحات عن حقائق الأسرار لكي نساعد القارىء على الإحاطة بالمقصود بشكل أكبر، ولكي يمكن لهذه المخطوطة أن تحقّق الغاية المرجوّة منها.

كاتب المخطوطة، ساتورنينيوس سيكوندوس سالوستيوس (سالوست) هو مفكّر وثني ومسؤول روماني عاش في القرن الميلادي الرابع، وهو من تلامذة المدرسة الأفلاطونية المحدّثة التي يشكّل الفيلسوف السوري يمبليخوس المعلّم الرئيسي والأكثر شهرة فيها.

المدرسة النيو-أفلاطونية هي ممّا يسمّى “مدارس الأسرار” القديمة، وهي مدارس فلسفية ومجموعات صوفية روحية غامضة، زعمت معرفتها بألغاز الوجود وأبقت تعاليمها وممارساتها سرّاً عمّن ليسوا أعضاءً فيها.

المشترك بين هذه المدارس أنها لم تنقل تعاليمها الرئيسية إلا شفهياً، ما يعني أن ما وصلنا منها ليس سوى شذرات قليلة. من هنا تأتي أهمية هذه المخطوطة التي تتحدّث عن بعض الطروحات الثيولوجية المهمّة في مدارس الأسرار بشكل مباشر.

رغم ذلك، لا يجب على القارىء أن يفترض أن هذا الكتاب يشرح تلك العقيدة بالكامل، فكما هي الحالة مع كل أثر مكتوب في مدارس الأسرار، لا يشكّل النصّ سوى إشارة ظاهرة لفكّ رموز الباطن.

الرحلة التي قامت بها هذه المخطوطة لكي تصل إلى يديك الآن كانت طويلة جداً، بدأت باللغة اليونانية من مدارس الأسرار في أثينا والاسكندرية، ثم قامت برحلة صعبة إلى حرّان حيث انتقلت من أيادي آخر الوثنيين الباطنيين إلى الرهبان المسيحيين ثم العلماء المسلمين في بغداد حيث عُرفت المخطوطة باللغات السريانية والعربية، قبل أن تعود لإنطاكية ومنها لأوروبا لتُترجم إلى اللاتينية في عصور النهضة، ثم الإنكليزية بعد ذلك بعدّة قرون، وتعود الآن للغة العربية بعد أن ضاعت عنها لقرون طويلة.

اعتمدنا في هذه الترجمة على النسخة المراجعة لترجمة المؤرّخ الإنكليزي جيلبرت موراي والتي تحقّق منها ناطقون باللغتان اللاتينية واليونانية، والتي تم نشرها على مدوّنة إنكليزية على هذا الرابط.

ترجمة هذا الكتاب لم تكن مهمّة سهلة لكنها كانت ضرورية، ولقد أرفقناها ببعض الشروحات من دون أن نحوّل الكتاب إلى أطروحة.

القيام بهذه الترجمة لم يكن أمراً مخططاً له وهو من المهمّات التي بدت في بعض اللحظات أكبر من إرادتنا الفردية، لكنني أعلم أن السلسلة الطويلة من معلّمي الأسرار وبينهم يمبليخوس، يهزّون رأسهم الآن في مكانهم، ويبتسمون ابتسامتهم المعهودة لتلامذتهم حين يجتهدون لفهم أسرار الوجود.

Posted on أكتوبر 28, 2022, in Uncategorized and tagged , , , . Bookmark the permalink. أضف تعليق.

أضف تعليق